حركة الكيبوتس والصراع على السيطرة اليهودية على الأرض: حرب 1967 بوصفها رافعة للنمو، وعملية السلام بوصفها مولدًا للأزمة

دانيال دي ملآخ
article icon

تتناول المقالة العلاقات المتبادلة القائمة بين قصة صعود حركة الكيبوتس وأزمتها منذ 1967 وبين الجهد الدؤوب لدولة إسرائيل لتعزيز السيطرة اليهودية على الأرض. ويركّز الكاتب على أحداث أساسية تشير إلى نقاط تحوّل في الصراع الإسرائيلي العربي: نقطة التحوّل الأولى والمركزية هي حرب حزيران 1967 وتبعات ذلك على صعيد الاستيطان اعتمادًا على خطة ألون؛ ونقطة التحوّل الثانية هي اتفاقية السلام مع مصر وتبعاتها على صعيد انتقال مركز ثقل الاستيطان من بلدات زراعية تعاونية إلى بلدات مجتمعية على طرفي الخط الأخضر؛ أما نقطة التحوّل الثالثة فهي اتفاقيات أوسلو وتجفيف موارد الجهد لدعم “العمل الذاتي” في حقل الزراعة. يشير التحليل الأولي إلى أن هذه العلاقات المتبادلة، التي لم تحظ بأهمية منهجية في البحث، حملت دلالات بالغة الأهمية على محورين.
من طرف واحد، فإن حركة الكيبوتس كانت مرتبطة بالجهد لتعزيز السيطرة اليهودية على الأرض: إذ إن استنهاضها وتعزيزها بعد حرب حزيران كانا مرتبطين باستقرارها المتجدّد في مناطق الأطراف في أعقاب سيطرة إسرائيل على مناطق جديدة. كذلك، فإن الأزمة التي وجدت حركة الكيبوتس نفسها فيها، في منتصف الثمانينيات، وعمليات الخصخصة التي ظهرت في أعقابها قد صدرت، من بين جملة المصادر وبصورة كبيرة، من التطوّرات السياسية التي اختزلت مساحات الأراضي الزراعية المتاحة للاستيطان اليهودي والفصل المتجدّد للعمال الفلسطينيّين من الاقتصاد الإسرائيلي. أما في الطرف الآخر، فقد لعبت حركة الكيبوتس دورًا بالغًا على بلورة عملية الاستيطان وعلى الصراع الإسرائيلي العربي. فقد وقف سعيها إلى توسيع نطاق إمكانيات الاستيطان التعاوني في قلب النشاط السياسي المجدي لقياداتها، وخاصة نواب حركة (الكيبوتس الموحّد). كما وكان لها تأثيرًا بالغًا على بلورة السياسية الأمنية قبل سنة 1967 وعلى سيرورات الحرب ولاحقًا على تعميق الاستيطان ومأسسة الاحتلال.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية