الصهيونيّة الجديدة: بورتريه سوسيولوجيّ

هيلا ديّان
article icon

يصف المقال نقطة الالتقاء بين المنطق القوميّ والمنطق النيوليبراليّ في إسرائيل بالعقود الأخيرة. من خلال تحليل التغييرات التي مرّت على البرادايم الصهيونيّ منذ التسعينات، يتمّ رسم ملامح البرادايم الجديد: الصهيونيّة الجديدة، ووصف السيرورة التاريخيّة لصعوده. تأثّرت الصهيونيّة، بشكل حاسم، بمنطق العولمة-النيوليبراليّة من خلال إعادة تنظيم المجتمع الصهيونيّ ك”مجتمع من دون معارضات”. يدّعي المقال أنّ الحسّ العام المشترك للصهيونيّة الجديدة قد تشكّل كردٍّ على أزمة أيدلوجيّة شديدة أفرغت البرادايم الصهيونيّ “الكلاسيكيّ” من محتواه. بالإضافة إلى ذلك، يدّعي المقال أنّ الصهيونيّة الجديدة لا تمتاز، تحديدًا، بالتطرّف اليمينيّ وصعود قوّة المعسكر القومجيّ المتعصّب في المجتمع الإسرائيليّ، بل على العكس من ذلك، تنتظم حول أساطير عالميّة مشتركة. فحص مدى استقرار هذه الأساطير؛ مثل النجاح “المثبت” لنظام الفصل الاستعماريّ، والنجاح الاقتصاديّ العالميّ لإسرائيل ونجاح النخب القديمة بالمجتمع كخادمة لكل المجتمع، يمكننا من أن نفحص، بشكل نقديّ، أطروحة المجتمع من دون معارضات. الاستنتاج الذي يستخلصه المقال هو أنّه المنطق الصهيوني “الجديد” ليس محصّنًا أمام انتقادات عارمة على النظام القائم، مقارنة بالبرادايم القديم، وأنّه لم يتغلّب على التوتر العرقيّ اليهوديّ الداخليّ القديم، وهو توتر تمّ التطرّق إلى تأثير الصهيونيّة الجديدة عليه بتوسّع. يتأثّر إطار النقاش من النظريّة الغرامشيّة والغرامشيّة الجديدة حول القوميّة والشعبويّة والعداء للديمقراطيّة والنيوليبراليّة في عصر العولمة. إننا نشهد، في كلّ أنحاء العالم، مظاهر غير ديمقراطيّة متجانسة، إلى حد بعيد، في المجتمعات التي مرّت بسيرورات تحوّل نيو ليبراليّ عميقة، مثل المجتمع الصهيونيّ. لكن، الصهيونيّة الجديدة هي، بالوقت ذاته، حالة محليّة من المعاني الاجتماعيّة والسياسيّة العينيّة التي يجب فحص مدى استقرارها ك”برادايم” بشكل دائم.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية