الطرح الأوديبي في الأدب القصصي لجيل الشرقيّين الثاني
يبدي الأدب القصصي للشرقيّين في إسرائيل وعيًا بالغًا للعائلة. بصورة عامة، فقد تمّ تصوير الحياة ما قبل الهجرة إلى إسرائيل وما بعدها من خلال منظار العلاقات الأسرية والعائلية وإدراك الصعوبات التي تواجه الوالدين للتكيّف مع المجتمع الجديد. في هذا السياق، يرفض الأدب القصصي الشرقي الطرح الأوديبي الذي وقف في صلب الأدب القصصي الإسرائيلي منذ الستينيات. وبدلاً من ذلك، فإنه يعرض طرحًا يسوده الاندماج والشراكة والتماثل في جميع الأمور بين الأبناء والآباء، ذلك الطرح الذي يمكن الاصطلاح عليه تعبير “أوديب السلبي” (فرويد).
يبدو أنَّ النقد في أعمال قصصية شرقية عديدة، كأعمال ألبرت سويسه، وسامي بادوغو، ويوسي أفني، ودودو بوسي وآخرين، يطول الآباء أيضًا، لا بسبب صعوباتهم للاندماج في المجتمع الإسرائيلي، وإنما بسبب رغبتهم للتعامل مع مشروع “بوتقة الانصهار” الإسرائيلي والتخلّص من سماتهم العربية. يأخذ التماثل مع الآباء في الأدب القصصي الشرقي منحى المطالبة باستحضار متجدّد للثقافة العربية والميزات اللغوية التي استؤصلت منهم خلال محاولة استيعابهم في إسرائيل على الرغم من الإدراك بأنَّ هذه الثقافة والميزات لا يمكن استعادتها من جديد.