عن السيرة الذاتيّة الخياليّة: السيرة الذاتيّة في عصر ما بعد الحقيقة

كيرن دوتان
article icon

يسعى هذا المقال إلى بحث الدور الخطابيّ لل”أوتوفيكشن”، أي للسيرة الذاتيّة الخياليّة؛ النوع الأدبيّ الذي يتمتّع بشعبيّة متزايدة بالثقافة المعاصرة. يطرح المقال أسئلة عن العلاقة بين الأوتوفيكشن والتغيّرات التي تجري على مفهوم الحقيقة في عصرنا، على الأقلّ من منظور الإعلام، والذي يُسمّي عصرنا “ما بعد الحقيقة” (رغم الشكّ الكبير في كون الأكاذيب منتشرة اليوم أكثر من الماضي)، كما يفحص المقال كيف تشكّل هذه التغيّرات السيرة الذاتيّة أيضًا. من خلال فحص الصيغ التاريخيّة لمصطلح الأوتوفيكشن، منذ أن وضعه الكاتب الفرنسيّ سيرجو دوبروڤسكي، ومن خلال نقاش الجوانب السياسيّة، والجندريّة والاقتصاديّة لهذا النوع كشكل أدبيّ – بما في ذلك تأثير أفكار باحثين ومفكّرين مثل فرانكو مورتي، پول دا مان، مرجوري ورتنيچتون وسلاڤوي جيجيك – يقترح المقال ادعاءً مفاده أنّه في كنف هيمنة الأوتوفيكشن في الحقل الأدبيّ، تحوّلت السيرة الذاتيّة إلى مجال أدبيّ قديم، يُنظر إليه على أنّه سياسيّ للغاية، فاقد للبريق الأدبيّ، وخطير من ناحية قانونيّة. تُفسّر هذه السيطرة الخطابيّة لمصطلح “الأوتوفيكشن” لكونه وعد يستجيب للمخاوف من زعزعة مكانة الحقيقة في عصر ما بعد الحقيقة. في القسم الأخير من المقال، نُجري قراءة عن قرب لكتاب كارل أوفه كناوسغارد “النهاية”، وهو الكتاب الأخير في سلسلة كتب “كفاحي”: لا يُدرج هذا الكتاب كنموذج عن الأوتوفيكشن، رغم أنّه قُدِّم على هذا النحو في الإعلام، بل كنموذج عن العلاقات الخادعة بين الحقيقة والكذب في عصر ما بعد الحقيقة.

https://doi.org/10.70959/tac.55.2021.1339

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية