علم الجثث الحية (Necromorphy) السياسي للميت-الحي: حول النظرية والنقد والزومبيّين

موريئيل رام
article icon

توقّف الزومبي منذ زمن عن كونه شخصية هامشية تظهر بصورة خاصة في أفلام الرعب غير الهامة، بل هو شخصية تقف منذ نهاية التسعينيات من القرن العشرين في صلب نقاشات نظرية عميقة في عدد كبير من الأطر النظرية البحثية. تهدف المقالة إلى فحص المكانة المتغيّرة لشخصية الزومبي، وفحص أنماط تمثيله، وأصناف النقد التي تنتجها هذه الشخصية بوصفها تعبيرًا سياسيًا مجازيًا. تقوم المقالة بموضعة النقاش حول الزومبي في مقابل تعبير ما-بعد-الأنسنة (post-humanism)، ويسعى النقاش إلى فحص مفهوم “الإنسانية” بوصفه فكرة دائمة التبلور في مقابل علاقات القوة السياسية والسياقات الاجتماعية المتحوّلة، ويفترض بأن “الإنساني” يتشكّل عبر التفاعل الدائم مع ما يُنظر إليه بوصفه آخر ومختلفًا عنه.
تفحص المقالة كيف تتجلّى حالة ما-بعد-الأنسنة للزومبي في موقعين مختلفين. في الموقع الأول، فإنَّ الحضور الجسدي للزومبي بوصفه ميتًا متحركًا يخلق توتّرًا بين التهلكة التي يُنتجها هذا الحضور من جهة، وبين الثنائية التصادمية بين مفهومي الحياة والموت، وهي ثنائية يسعى هذا الحضور إلى زعزعتها، من جهة ثانية. وفي الموقع الثاني، تتعدّى الارتدادية على شخصية الزومبي مجرد التعامل مع شخصية الفرد، بل تتناول التعدّي على الحدود التي تشير إلى ما بعدها، إذ يهدّد هذا الحضور الوجود المجتمعي بأكمله. وفي الختام، توضح المقالة كيف أنَّ الانجذاب الواسع والجلي لشخصية الزومبي في السنوات الأخيرة قد قوّض القدرة على استخدامه كأداة تحليلية نقدية بوصفه شخصية ما-بعد-الأنسنة. بغية تطوير هذا الادعاء، تتوقّف المقالة في جزئها الأخير عند تجلّيات هذه الشخصية في إسرائيل.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية