عودة الحياة اليومية

عيران دورفمان
article icon

تعتبر الحياة اليومية منظومة تتلخّص وظيفتها بالعودة الدورية على الأحداث مرة تلو الأخرى بغية استبطانها في نسيج الحياة. لا تعتبر هذه المنظومة ثابتة وكونية بل تقوم على حيثيات ومسببات تاريخية وسوسيولوجية وفلسفية تسعى المقالة الحالية إلى توضيحها وتحليلها. يشكَّل مفهوم الحياة اليومية في معرض الحداثة المتأخرة على أرضية سيرورات العلمنة والتمدين وتسارع وتيرة الحياة. أفضت هذه السيرورات إلى تقويض المؤسّسات القديمة (الكنيسة والمجتمع المحلّي) وصعود نجم مؤسّسات جديدة (الدولة ورأس المال) على نحو تحويلها أصناف تجاربنا بالحياة اليومية وبعودتها مجدّدًا. ومن ثم فُهمت الحياة اليومية أولاً وقبل كل شيء بوصفها حيّزًا عبثيًا لعودة منسلخة عن الأحداث “الحقيقية”. بغية تعزيز هذه الطروحات، تقوم المقالة بتعريف الحياة اليومية في ضوء وظيفتها الدورية، وبعد ذلك يُطرح اصطلاحان للحياة اليومية كما ورد في فلسفة ميشيل دي سيرتو والفلسفة الفينومينولوجية. بحكم أن هذين الاصطلاحين لا يمنحانا تقريرًا شافيًا حول التحوّلات الطارئة على دور الحياة اليومية في الحداثة، يتوجّه الكاتب لاحقًا في مقالته إلى نظريات فرويد ووالتر بنيامين حول “الصدمة” القائمة في صلب الأحداث. تستوجب هذه الصدمة رفضًا أو استبطانًا، وهما الإمكانيتان النابعتان من التاريخ والثقافة، وتنتجان أشكالاً مختلفة من الحياة اليومية. ويتوجّه الكاتب في نهاية المقالة إلى الحيّز الإسرائيلي ويقترح تحليلاً لموجة الاحتجاج الاجتماعي لعام 2011 عبر منظور الحياة اليومية ودوريتها.

 

 

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية