منذ متى تنطق بالحاء والعين؟ اختيار الهويّة الشرقيّة وسيرورة الاستشراق: لواء جولاني كحالة دراسيّة
تسعى المقالة الحاليّة إلى فحص سيرورة الاستشراق (بمعنى استبطان الهويّة الشرقيّة وتبنّيها). ركّز بحث الإثنيّة في المجتمع الإسرائيل على “الشرقيّين” و”الهويّة الشرقيّة”، وسعى إلى زعزعة الفصل الحادّ القائم بين الهويّة الأشكنازيّة والهويّة الشرقيّة، كما وسعى إلى زعزعة الشكل الذي اعتمده الأشكناز في تشكيل الشرقيّين والهويّة الشرقيّة وإنتاجهم كذلك. كما فحصت دراسات أخرى الهويّة الأشكنازيّة وسيرورة استبطان الهويّة الأشكنازيّة وتبنّيها. ولكننا نفتقر بالكلية تقريبًا لأبحاث حول سيرورة استبطان الهويّة الشرقيّة وتبنّيها. خلافًا للفرضيّة السائدة القائلة إنّ العبور (pass) القائم هو من الهويّة الشرقيّة باتّجاه الهويّة الأشكنازيّة، تشير المقالة الحاليّة إلى العبور بالاتّجاه المعاكس بشأن تبنّي السلوكيّات والهويّة الشرقيّة. تستند المقالة إلى بحث أُجري على لواءين من المشاة في الجيش الإسرائيليّ: لواء جولاني، الذي يعتبر لواءً شرقيًّا، ولواء المظليّين الذي يعتبر لواءً أشكنازيًّا. من خلال التركيز على لواء جولاني، تسعى الكاتبة إلى فحص سيرورة الاستشراق عبر فحص تمظهرات بعض السلوكيّات ذات الأبعاد الثقافيّة. وتصل الكاتبة إلى صياغة طرح مفاده أنّ الجنود يتعلّمون ويستبطنون الثقافة الإثنيّة المنظِّمة للواء، ومن خلال ذلك ينتجون هويّة بديلة للهويّة المهيمنة السائدة، ويتحدّون الصور النمطيّة للهويّة الشرقيّة.