"ماذا ترون في شولميت؟": المسرح، والرعوية، وحيِّز نشيد الأناشيد في الثقافة الصهيونية

يئير ليفشيتس
article icon

إنَّ المسرح، بوصفه فنًّا يؤدَّى في الحيِّز، قادر على طرح تأويلات حيِّزية لنصوص ثقافية مركزية معتمدة. تسعى المقالة الحالية إلى فحص مسألة الحيِّز المسرحي لنشيد الأناشيد في نصوص تابعة للثقافة العبرية التي تعود إلى النصف الأول من القرن العشرين، وتتعقّب وظيفة نشيد الأناشيد في المخيلة الحيّزية الصهيونية.
في ضوء التراث التأويلي الطويل في الغرب، الذي يتعامل مع نشيد الأناشيد بوصفه نصًّا دراميًّا رعويًّا، تركّز المقالة على التوتّر القائم بين المدينة والطبيعة في النصّ التوراتي وتجلّياته المختلفة في الثقافة الصهيونية. في إطار التعامل مع نشيد الأناشيد كنصّ دراميّ رعويّ، يتمّ استخدام المدينة كنقطة ارتكاز تُنتجُ أوصافًا مثالية للطبيعة بوصفها فانتازيا حضرية/مدينية. غير أنَّ الاستخدام السائد بنشيد الأناشيد في الثقافة الصهيونية يتنكّر غالبًا إلى هذا البُعد الحضري/المديني للنصّ التوراتي، ويجد فيه وعدًا للتحرّر في كنف الطبيعة – هو ذلك الوعد ذاته الذي يسعى المشروع الصهيوني إلى تحقيقه.
تتناول المقالة بصورة رئيسة ثلاثة نصوص، نصّيْن مسرحيّيْن ونصًّا طوباويًا واحدًا، يقيم كلّ نصّ منها حوارًا معقّدًا بطريقته الخاصّة مع التراث الرعويّ. وبهذه الطريقة، تقترح هذه النصوص الثلاثة قراءة مناهضةً لاستخدام نشيد الأناشيد في الثقافة الصهيونية، إذ تفرض حضور المدينة من جديد، وتواجهها من خلال صراع درامي مع أحيزة الطبيعة، وتعرض انتصاراتها على هذه الأحيزة. تُطلُّ من خلف هذه النصوص الثلاثة أطياف الجزع حول إمكانية أن لا يتحقّق المشروع الرعوي الصهيوني فعليًا، والدور الذي يلعبه نشيد الأناشيد فيه، أو ربما أن يتّضح بأنَّ هذه الإمكانية ليست واردة بتاتًا. وانطلاقًا من هذه الزاوية، تكشف هذه النصوص عن التنافر الثقافي القائم في قلب المشروع الصهيوني وعن الوعد الخلاصي الرعويّ الذي عثَر عليه هذا المشروع في نشيد الأناشيد.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية