عيون الأمّة: جبل الشيخ في الخطاب الإقليمي الصهيوني
تسعى هذه المقالة إلى الكشف عن كيفية دمج جبل الشيخ في المنظرية (landscape) الإسرائيلية المتخيّلة وإلى تحليل محاولات إدخال جبل الشيخ في الهوية الإقليمية الإسرائيلية في أعقاب حرب تشرين الأول 1973 (حرب يوم الغفران وفق المعجم الإسرائيلي) عبر مناقشة مصطلح الإطلالة. نبعت الشرعية التي طُوِّرت في إسرائيل بخصوص استمرار الاستيلاء على جبل الشيخ من خطاب علماني استند إلى اعتبارات جيوسياسية (الجبل بوصفه القاعدة العسكرية الأمامية) وأخرى مدنية (الجبل بوصفه منتجعًا شاهقًا وحيدًا في البلاد مكسوًا بالثلوج). بعد حرب تشرين الأول 1973، تمّ إحياء ذكرى احتلال جبل الشيخ إلى درجة تحويله إلى ما يشبه القداسة في الخطاب الصهيوني الإسرائيلي الجماهيري لأنه يمثّل “عيون الأمّة”. ولكن وعلى الرغم من ذلك، هنالك أجزاء في المجتمع الإسرائيلي ترى بهذا الاستيلاء المستمر احتلالاً غير شرعي.
تركّز المقالة على الخطاب الثقافي السياسي حول جبل الشيخ، ذلك الخطاب الذي تشكّل في أعقاب حرب تشرين الأول 1973، وخاصّة تشكيل صورته العضوية بوصفه “عيونًا للأمّة”، تلك الصورة التي ترى بهذا الجبل منصّة قومية للإشراف على المحيط ومراقبته، وحوّلته إلى أحد المعالم الجغرافية العظيمة في البلاد. وأدّعي هنا أنَّ هذه العناية المادية والثقافية الإسرائيلية لجبل الشيخ تعتبر معلمًا بالغ الأهمية في تطوّر الخطاب القومي في إسرائيل. وعليه، فإنَّ ميزة إطلالة الجبل على الناحية الشرقية للبلاد ليست هي الميزة التي حوّلته برأينا إلى مكان هام، وإنما هي ميزة إدراكنا للجبل بوصفه مرآة تعكس بعض الأفكار الهامة لفهم أطر العديد من الروايات الجغرافية الصهيونية.