تنظر أدبيات الاقتصاد السياسي إلى الأزمة المالية العالمية التي اندلعت في العام 2008 باعتبارها لحظة هزيمة النيوليبرالية، إذ قدمت الأزمة دليلاً حاسمًا على عجز السياسة الاقتصادية النيوليبرالية، وبوصفها تعبيرًا عن انتصار النيوليبرالية العظيم، إذ لم تتغير السياسة الاقتصادية بشكل كبير بعد الأزمة. تجادل هذه المقالة أنه على الرغم من أن النيوليبرالية قد نجت بشكل مثير للإعجاب بعد الأزمة الاقتصادية لعام 2008، فإن التعبير المهم عن هذه النجاة لا يتمثّل في الحفاظ على السياسة الاقتصادية، والتي خضعت لتغييرات ليست بالمتواضعة، بل في الحفاظ على نظام النيوليبرالية للأنظمة الديمقراطية الرأسمالية وتعزيزه، وفي صلبه يقع تعزيز التأثير السياسي للمنظمات التكنوقراطية والحد من شدة تأثير المصالح الجماعية. وتجادل المقالة لاحقًا أن نقد النيوليبرالية يتطلّب تناولاً جادًا لجانبه الاستحكامي (Governmentality)، والذي يمثل استبداله تحديًا أكثر تعقيدًا من تطوير بدائل للسياسة النيوليبرالية.