الملك والعُرْي: الإعلام، الجماهير والقانون غير المكتوب
السمة الأوضح للقادة المتسلّطين من النوع الجديد، الذي يفرضون سيطرتهم على أرجاء الحيّز الديمقراطيّ-الليبراليّ هو قدرتهم على مخالفة القواعد غير المكتوبة للّعبة السياسيّة. مع صعود دولاند ترامب إلى الحكم- الذي يشكّل تعبيرًا متطرّفًا عن هذا الاتجاه- وجد باحثون ومحلّلون أنفسهم من دون تفسير: انتهاك القواعد والأعراف، الذي كان سيؤدّي عادة إلى الإنهاء الفوريّ للمسيرة السياسيّة، يظهر أنّه سر القوّة المراوغة للسياسيّين من النوع الجديد، كما أنّه تحوّل إلى آليه لتجنيد الدعم والشرعيّة. ما يفاجئ أكثر من الانتهاكات ذاتها، هو الطريقة العلنيّة التي تجري فيها هذه الانتهاكات. أسعى في المقال إلى الوقوف على العلاقة بين التوجّه المباشر للقوّة السياسيّة الجديدة والبعد الصامت للقواعد الاجتماعيّة-الأخلاقيّة، والإشارة إلى العلاقة بين التحوّلات الأخلاقيّة والسياسيّة وبين الاتجاهات والتغييّرات في الإعلام الجماهيريّ.