الرحّالة

أوري دساو
article icon

“الرحّالة” هو معرض بصيغة مطبوعة موضوعها سبعة فنانين تركوا إسرائيل بجيل مبكر، قبل نضوجهم الفنيّ، وأصبحوا لاعبين نشطين في المشهد الفنّيّ بالغرب. يقدّم المعرض أعمال يعقوڤ أچام (مواليد 1928)، حاييم ستاينبخ (مواليد 1944)، سرج سپيتسر (1951-2012)، مايكل كليچ ومارتن چوتمان (مواليد 1957)، أڤشلوم (1965-1993) وميكا روتنبرچ (مواليد 1976).

يجيب “الرحّالة” عن الحاجة لإنتاج مخطط بديل للرواية الصهيونيّة-المعتمدة للفنّ الإسرائيليّ- مخطط لا تكون فيه الإسرائيليّة تعبيرًا عن مكان بل عن زمان حاضر مُحَدّد، ولا تكون فيه إسرائيل منطقة آنية، قويّة أو مهدّدة، بل صورة مشوّشة لمحطّة في الطريق، حيّز هُجِر وتُرك. إنّه معرض تاريخيّ متسلسل زمنيًا من منظور غير متجانس، أي منظور مبنيّ على مبدأ قَيِّميّ يمكّن من الربط بين الفنانين من أجيال مختلفة والبقاء، بالموازاة، بالقرب من السيرة الذاتيّة الإبداعيّة والحالة الفرديّة لكلّ واحد وواحدة منهم.

نجد في المعرض أن مكوّن المغادرة عند بعض الفنانين المعروضة أعمالهم فيه يكمن داخل العمل. ونجده عند آخرين خارج العمل، ليكشف تحويله في المعرض إلى مكوّن داخليّ عن الشكل الذي تفرض فيه قيمومة المعارض (عمل قيِّم المعرض) نفسها من خارج العمل إلى داخله. بهذا المفهوم، يستخدم معرض “الرحّالة” مغادرة إسرائيل من أجل تجسيد أبعاد فعل القيمومة، لحضوره كمبنى عشوائيّ وجوهريّ في ذات الوقت، ومن خلال ذلك التأكيد على الخصوصيّة غير القابلة للتقليص للعمل الفنيّ ولإمكانيّة التفكّك الكامنة في كلّ معرض جماعيّ وفي كلّ مجموعة فنّانين أيّ كانت.

بدلًا من تقديمه لموضوع عينيّ، يقدّم “الرحّالة” ما يشبه الإطار، المتداعي لكن الصارخ، الذي يبرز ويوسّع (أحيانًا إلى حدّ الانحراف) جوانب من الحالة المؤقتة، والتملّص والانسحاب في أعمال الفنّانين، ويضع هذه الجوانب كانعكاس مجازيّ وفعليّ للانفصال عن إسرائيل.

https://doi.org/10.70959/tac.53.2020.135148

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية