خِرَب غزّة، 1917: الحرب العظمى على أبواب الأرض المقدّسة
تعود مقالة دوتان هليفي إلى المعركة البريطانية في فلسطين، وبدلاً من أن تتناول مجدّدًا هجوم الفرسان الأستراليّين على بئر السبع أو احتلال القدس، تفحص قصّة هامة لطالما همّشها البحث التاريخي والكتابة التاريخية: خراب مدينة غزّة. فقد قام العثمانيون خلال سنة 1917 بإجراء حفريات في المدينة، بينما قام البريطانيون بإسقاط القنابل عليها من الجو. تعتبر غزّة، التي أضحت في أعقاب ذلك خربة شاملة، حيّزًا مثاليًا لفحص الاختلافات المتخيلة والحقيقية بين المعركة في فلسطين وبين “الحرب العظمى” في أوروبا الغربية. وفق طرح الكاتب، فإن ميل الكتابة التاريخية إلى الفصل بين الجبهتين يعكس مفاهيم استشراقية بشأن الحرب في الشرق بخاصة، وحول الشرق بعامة. تركّز المقالة على تمثيلات المسجد الكبير في غزّة، الذي استهدفه البريطانيون بالقذائف، وتشير إلى أن أوجه الشبه تحديدًا بين المسجد المدمّر وبين صور الكنائس المدمّرة في الجبهة الغربية (الأوروبية) قد منحت البريطانيّين القدرة على تثبيت هذا الفصل بينهم وبين أعدائهم المسلمين، ومن خلال ذلك تصوير فلسطين كمكان يمكن إعادة تأهيل الإيمان بشأن فكرة “التقدّم” فيه، وهي ذات الفكرة التي تهشّمت بالكلية في ساحات القتال في أوروبا.