أفكار حول الإباحية والكتابة والنسوية
تعود عماليا زيف هنا إلى مقالتها “ما بين البضائع الجنسية والذوات الجنسية: الخلاف النسوي بشأن الدعارة” (العدد 25، لسنة 2005). تقوم الكاتبة بدراسة السياق الثقافي والسياسي والفكري الذي بلور الانشغال البحثي لها في الدعارة، وتقوم بفحص التغير في النقاش النسوي بشأن الدعارة منذ نشر تلك المقالة. تقترح المقالة الحالية ما يشبه الملحق المحدّث، الذي يقوم بتشخيص خصائص الموجة الثانية للنسوية المناهضة للدعارة، والتي ظهرت خلال العقدين الأخيرين للقرن الحادي والعشرين، وتقوم الكاتبة بمقارنتها مع خصائص حركة مناهضة الدعارة التي ظهرت خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين. يظهر من خلال التحليل أن خطاب مناهضة الدعارة المعاصر يُبعد نفسه عن براديم الصراع النسوي الذي ميَّز الموجة الأولى ومنغرس في خطاب الجنس الصحّي. ومن الطرف الآخر للمتراس النسوي، تقوم المقالة بتشخيص ظهور فئة “الدعارة النسوية” وحقل دراسة الدعارة، حيث تجد غالبية الباحثين المركزيّين فيه من النساء. تصل الكاتبة إلى خلاصة مفادها أن الصورة لا تختلف عمّا كان فيما مضى، إذ كلا طرفي النزاع النسوي يقدمان صورًا غير متناسقة مع حقل الدعارة، والحاجة لإنتاج إطار فكري متكامل يجمع بين الاعتراف بالإساءة الجنسية التي تلحق النساء والاعتراف بوكالاتهن الجنسية لا زالت قائمة.