"التفكير بالكامل من عدم حقيقته": عن النظريّة الاجتماعيّة لأدورنو

نافا فرومر
article icon

يقترح المقال مقدّمة للنظريّة الاجتماعيّة لأدورنو من خلال قراءة محاضرته الشهيرة، المنشورة في هذا العدد: “جوانب اليمين المتطرّف الجديد”. تحلّل المحاضرة التطوّرات السياسيّة على أنّها تحدث على خلفية عدم نجاح المجتمع في إدارة توتراته البنيويّة. يسعى المقال للتركّز في الجانب الثاني والمكمّل لهذه النظريّة: كيف يعمل المجتمع في “الأوقات الاعتياديّة”، التي ينجح فيها تحديدًا في إدارة تلك التوترات البنيويّة. يكمّل هذان الوجهان نفس إطار الشرح الماركسيّ الذي يلتزم به أدورنو، إطار أساسه الادعاء أنّ الواقع الاجتماعيّ الرأسماليّ مُعادٍ ومليء بالتناقضات الجوهريّة. نقطة أخرى هي الطريقة التي يسعى فيها أدورنو للدمج بين التحليل السوسيولوجيّ-البنيويّ والتحليل السيكولوجيّ المبني على التجربة المعاشة. السيكولوجيّ ليس مجرد انعكاس للسوسيولوجيّ، بل مسعى مواجهة بطرق مختلفة مع التوترات غير القابلة للحلّ. عُرضت هذه الادعاءات من خلال أطروحة “المجتمع المسطّح” لأدورنو. المبنى الاجتماعيّ الأساسيّ هو الفصل الطبقيّ بين الثروة والعمل، في حين أنّ هذا الفصل غير معبّر عنه في تجربة الحياة الاجتماعيّة لأيٍّ من هذه الطبقات. تعيش كلّ الطبقات هذا الفرق الطبقيّ النوعيّ كتسلسل كميّ (كلّنا مستهلكون، كلنا مستثمرون كلّنا موجودون في نفس الظروف الاقتصاديّة الخارجة عن سيطرتنا). بحسب ادعاء أدورنو، يتحوّل عدم التلاؤم هذا، بين المبنيّ والمعاش بالتجربة، بحدّ ذاته إلى عامل فعّال في إعادة الإنتاج الاجتماعيّ. يخوض الجزء الأخير من هذا المقال في مفهوم الأيديولوجيا وفي السؤال إن كان أدورنو قد قدّم منظورًا مقنعًا لنقد الأيديولوجيا.

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية