تدمير الأسَْر كشكل اجتماعيّ

نيتسان روتم
article icon

دخل مفهوم الأسر إلى عالم الحرب بوصفه بديلًا للقتل التام، وهو ينطوي على وعود بالحياة والمصالحة. إنّه يُجسّد انتقالًا داخليًا-جماعيًا من الانفصال المفاجئ بين الجماعة وأفرادها إلى إعادة الارتباط بهم، كما يُجسّد انتقالًا بين جماعات مختلفة – لقاء بين مجتمع الأسر والمجتمع العدو. يفحص المقال الجوانب الاجتماعيّة لحالة الوقوع في أسر حماس والعودة منه، ويجد أن المجتمع الإسرائيليّ قد محا تجربة الأسر كممارسة جماعيّة. خدم تشبيهان تاريخيّان محو البُعد الاجتماعيّ من الوقوع في الأسر لدى حماس: “صفقة شاليط”، وأسرى حرب يوم الغفران. جُنّدت “صفقة شاليط” لتبرير استبدال مفهوم “الأسر” بمفهوم “الاختطاف”، المنتمي إلى عالم الجريمة، ولتبرير استبدال السبل الدبلوماسيّة لحلّ الأسر بمحو عسكريّ للإسرائيليّين والفلسطينيّين معًا، يُجسّده “إجراء هنيبعل”. ويتجلّى إلغاء اجتماعيّة الأسر لصالح تصوّرات الحرب الدائمة أيضًا في بناء موضوع أسرى حرب يوم الغفران حاليًا. فعودتهم من الأسر لا تُروى كعمليّة دبلوماسيّة بلغت ذروتها في اتفاق السلام مع مصر، بل تُشير إلى نتيجتين جماعيّتين مرغوبتين ومُرضيتين: سنّ قوانين تعويضات، وتقديم علاج نفسيّ. هكذا جرى خصخصة العودة من الأسر، وقد تُركت وراءها دروس أخرى لأسر حرب الغفران، منها أزمة الثقة بالدولة، وقتل العديد من الأسرى، والعلاقة بين تحرير الأسرى وإنهاء الحرب. ومع ذلك، تتجلّى في إسرائيل أيضًا أبعاد الأسر الاجتماعيّة، ومنها مثلًا حملات دعم تحرير الأسرى في أوساط جماهير مشجّعي كرة القدم، أو ربط فعل الإنقاذ بصورة الأب، أو الابن، أو الأخ.

https://doi.org/10.70959/tac.61.2025.4171

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية