"العراقيون إشكنازيون جدًا": حول الأصالة والحدود الطبقية ومجازية اللغة الإثنية في إسرائيل

أوري شفارتس
article icon

تناقش المقالة الحالية التحوّلات الطارئة على البنية الإثنية-الطبقية في إسرائيل، والحدود الجمعية المستخدمة لإقصاء الآخر وتقييمه واللغة المتاحة أمام الإسرائيليّين لتمثيل هذه الحدود. يتلخّص الطرح المركزي بأنَّ المجتمع الإسرائيلي قد مرّ في العقود الأخيرة بعملية تقسيم المجتمع إلى طبقات (طبقنة) – أي إضعاف الحدود الإثنية وتعزّز الحدود الرمزية والاجتماعية الطبقية. إلاّ أنه لم يرافق هذا التحوّل تطوير لغة طبقية أو خطاب يقرّ بالطبقة بوصفها أساسًا لمكانة الفرد على صعيد هويته. وفي ظلّ هذه الظروف، فقد تعزّز الاستخدام المجازي بفئات إثنية قديمة تحمل دلالات إضافية طبقية بطبعها بصورة جلية. وعلى هذا النحو، ففي حين يستخدم الإسرائيليون الفئات الإثنية في تمييزاتهم، فإنهم بهذا يقصدون غالبًا الطبقة. تطرح المقالة أمثلة عديدة مستمدّة من الأدبيات البحثية تشير إلى أنَّ لفظة “إشكنازي” تُستخدم كثيرًا حاليًا بصورة مجازية بغية الإشارة إلى أسلوب حياة الطبقة الوسطى في إسرائيل. إنَّ استخدامًا كهذا يساهم في تشكيل الطبقة الوسطى الشرقية الصاعدة بوصفها حالة شاذّة غير أصيلة بحدّ ذاتها. وعليه، فإنَّ لفظة “شكنزة” لا تشير إلى “انتقال” (passing) حقيقي، بمعنى تقليد ثقافي بغية الاندماج في المجموعة غير المستهدفة، وإنما تشير إلى عامل مؤثّر على صعيد الخطاب يهدف إلى إضفاء صفة سلبية على الطبقة الوسطى الشرقية بسبب عدم الملاءمة ظاهريًا بين انتماء أفرادها الطبقي وبين انتمائهم الإثني. تشهد حالة “الشكنزة” على الطاقة القاهرة الكامنة في خطاب الأصلانية وعلى الأهمية السوسيولوجية للوعي بشأنها بوصفها أساسًا لعزو قيمة في الحداثة المتأخّرة. ولذلك، يتعيّن على السوسيولوجية النقدية أن توجّه أنظارها إلى ناحية الوعي بشأن غياب المساواة حول الأصلانية المؤسَّسة على قواعد إثنية انتمائية، وإلى الأنماط الثقافية الخطابية المسؤولة عن تبلور غياب المساواة هذا والمظالم التي يُنتجها.

 

 

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية