أهلًا وسهلًا في طوباويّة رأس المال: إسرائيل، الإمارات المتحدّة ورأسماليّة الكوارث
ستخدم هذا المقال اتفاقيات السلام بين إسرائيل والإمارات المتحدّة والبحرين كموشور لفهم التغييرات في المجتمع والسياسة المعاصرة في إسرائيل. يقترح المقال فهم الصهيونيّة ليس كحركة كولنياليّة استيطانيّة فحسب بل كشكل من الرأسماليّة المُعَنْصرة، المتغيّرة مع التحوّلات البنيويّة في أشكال تنظيم العمل وتراكم رأس المال في السياق المعوّلم. الادعاء المركزيّ هو أنّ اتفاقيات أبراهام تعكس اقتصادًا سياسيًّا في أساسه ثلاث سمات: الأولى هي توزيع العمل الاجتماعيّ العالميّ المؤسّس على فئات صارمة من المواطنة، والإثنيّة والعرق، والمنتجة لصراعات تصعّب على الاحتواء والإقصاء في إطار الدولة وخارجها، والثانية هي تسخير الدولة لضمان الأفضليّة التنافسيّة لرأس المال القوميّ، وتبرير هذه الوظيفة بواسطة أيديولوجيا تعرّف الدولة كشركة قابضة لمواطنيها، والثالثة هي سيرورة تراكم رأسمال مبنية على إنتاج ربح من أزمة بواسطة زيادة انكشاف الأفراد والأسر على غياب الأمن الاجتماعيّ، والاقتصاديّ، والسياسيّ والبيئيّ، وتحويل كلّ الصناعات إلى صناعات شبه أمنيّة. يُتيح هذا النوع من التحليل فهم السياق التاريخيّ العينيّ الذي يحدث فيه صراع الهيمنة في إسرائيل- أي الأشكال المعاصرة التي ترتديها السياسة، وضمنها مؤسّسة الدولة والصراعات الكثيرة على القوّة- وفقًا للتغييرات في المبنى الطبقيّ غير النابعة من الدولة القوميّة ولا تقع ضمن حدودها.