توصية: أوري ليفي حول "بردقانة" (قصة عكّاوية)

دانيئيلا شاربيط | 09.01.2022 | تصوير: نادي كرة القدم الأرثوذكسي – يافا، 1945

סיפור עכּאא'י

المشروع الوحيد في إسرائيل الذي خصّص لترجمة الأدب العربي للعبرية وفق أنموذج مشترك ثنائي القومية هو مشروع مكتوب ومنتدى المترجمين في معهد فان لير. سلسلة "مكتوب" تدفع نحو الواجهة أدبًا عربيًا نوعيًا يشمل النثر، والشعر، واليوميات التاريخية، من خلال أعين من يعيشون في أوطانهم. تجري عملية الترجمة من خلال عمل مشترك ومتفرّد لمجموعة من اليهود والفلسطينيين. المحرر الرئيسي: بروفيسور يهودا شنهاف-شهرباني. نائبا المحرر الرئيسيّ: د. يونتان مندل وإياد برغوثي، مركزة هيئة التحرير: حنان سعدي.

في الآونة الأخيرة جرى إطلاق برنامج الإشتراك لـسلسلة "مكتوب" والذي يشمل أربعة كتب مختارة، وانضمام لمجموعة "مكتوب"، ومكافئات إضافية.

في العام 2021 صدرت عن "مكتوب" ترجمة لرواية تاريخية فريدة من نوعها لمؤلّفها إياد برغوثي – بردقانة (قصة عكاويّة)، وأوصى عليها الصحفي والمحلل الرياضي أوري ليفي الذي أسس في العام 2014 موقع كرة القدم الدولي BabaGol الذي يغطي كرة القدم في الشرق الأوسط، وآسيا وأفريقيا. وكان ليفي أحد صحفيي الرياضة القلائل في إسرائيل الذين غطّوا كرة القدم الفلسطينية.

فيما يلي توصية أوري ليفي التي نشرها على صفحة الفيسبوك:

 

قبل عدة أشهر وصلت إليّ قصة بواسطة البريد

قصة من عكا، والقصة وصلت داخل كتاب، والكتاب يسمى "قصّة عكّاوية".

قصة عكاويّة هو كتاب رائع ومدهش، لأسباب عدّة.

يأخذ الكتاب القرّاء في رحلة في نفق الزمن إلى الوراء، إلى عكا أربعينيات القرن العشرين، ويتناولها بأوصاف مفصّلة دونما إثقال على كاهل القراء، وبأسلوب كتابي يجعل القراء يشعرون بأنهم هناك.

على امتداد القراءة يمكن أن نشعر بما يدور في خلد كابتن فايز، بطل القصة، ومدرب كرة القدم الطموح من عكا، وهو الشخص الذي كان يفترض أن يؤسّس منتخب فلسطين الجديد. تستطيع كقارئ ان تشم رائحة القهوة والسجائر والأراجيل في مقهى "حابو" في شارع الراشيدية.

قصة عكاويّة هي حكاية تقع كرة القدم في صميمها، والحلم الكبير لإقامة منتخب قومي عربي في البلاد في مقابل النجاح والتنظيم اللذان ميزا المنتخب اليهودي. وكلّما تعمقت في هذه القصة تكتشف أنها تدور حول الحب والكرامة والعائلة، وحول العلاقة المركّبة لزوج شاب، وحول قلب مكسور، وحول المجتمع العربي في البلاد بعد الثورة العربية الكبرى، بكل ما تمخضت عنه من صدمات ودسائس وشبهات وتجاهل للواقع، إلى جانب الخوف الكبير مما تخبئ الأيام.

ما ضايقني بعض الشيء – كطالب مزمن للتاريخ – هو التذبذب وعدم الوضوح حول ما إذا كان الحديث يدور الآن حول الحقائق التاريخية أم أن ما يقصه الكاتب هو من نسج خياله.

وربما بهذا يكمن سحر الكتاب وهذه القصة العكاويّة.

_

نقطة مهمّة: هذه النصوص ليست متاحة في المعتاد للقارئ العبري، لا بل إن هذه النصوص وهذه الكتب ليست متاحة تقريبا لقراء العبرية الذي يفهمون/ يتحدثون العربية، وهذا من دواعي الأسف. يفتقد تعليم العربية في الوسط اليهودي لكتب من هذا النوع، وهي كتب تضم قطعا من التاريخ والثقافة ومن "الأخر" المختلف. قصص عن العربي كما يرى نفسه، لا كما نراه غالبيتنا، لا سيما من خلال التقارير الإخبارية والموضوع الأمني.

لذا، ثمة أهمية لا تثمّن لترجمة قصة بخاصة ولمشروع الترجمة والإتاحة لسلسلة "مكتوب" من The Van Leer Jerusalem Institute – معهد فان لير في القدس، الناس ترحل لكن القصص والكلمات التي تكتب عنهم باقية.

توصية: إذا كنتم تحبون قراءة ما أنشر هنا في BabaGol فاقرؤوا هذا الكتاب، الذي سيفتح أمامكم عالما لم تعرفوا أنه قائم، وإذا عرفتم أنه قائم ولم تريدوه، أو خشيتم منه، فستكتشفون أن لا مكان للخوف، وأنه يختلف عما فكرتم. واقع آخر، قصة أخرى كانت وانتهت، وكلّها تدور حول كرة القدم، والعروبة، والعالم الذي يوشك على التغيّر للتو.

الانضمام الى القائمة البريدية