التوراة الشفوية: قراءة شعريّة أدائيّة في فكر يشعياهو ليبوڤيتش وعوڤاديا يوسف
ظهر يشعياهو ليبوڤيتش وعوڤاديا يوسف، على مدى سنوات، أمام جمهور متنوّع وخلّفوا وراءهم آلاف الساعات من تسجيلات الصوت والفيديو المتاحة للمراجعة. في البحث الذي يتناول الكتابات الفكريّة، تسود الفرضية بأنّ الأحداث الكلاميّة هي “طبقات عابرة”، بينما يُعدّ التأمّل في المواد المكتوبة هو السبيل المركزي لفهم رؤية فكريّة معيّنة. يتحدّى هذا المقال تلك الفرضية ويقترح منهجًا جديدًا للتأمّل في اللاهوت السياسيّ الصهيونيّ، يرتكز على فحص التعبيرات الأدائيّة للاهوت السياسيّ. على وجه الخصوص، يُبرز التأمّل الحسّاس في تعاليمهم الشفهيّة، كما هو مُقدَّم في المقال، شعريّة الأداء في التوراة الشفهيّة.
ينسب يوسف، في خطاباته، نجاح دولة إسرائيل إلى تدخل سماويّ يُمثّل بنظره جزءًا من مجمل التاريخ المقدّس، بينما يصف ليبوڤيتش الدولة كظاهرة سياسيّة لا علاقة لها بأي تدخّل إلهيّ. لإبعاد اللاهوت عن الصهيونيّة، اختار ليبوڤيتش تعبيرات صادمة وساخرة مثل “سئمنا من حُكم الأغيار”؛ أما يوسف، بالمقابل، فاختار تعبيرات فكاهيّة وأسطوريّة تُخضع الصهيونيّة للعناية الإلهيّة العليا. وعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة في المضمون والأداء، يكشف المقال تشابهًا مفاجئًا بين البروفيسور القادم من ريغا والحاخام الأكبر القادم من بغداد في علاقتهما بالصهيونيّة: فكلاهما رأى فيها أداة إيجابيّة لتنظيم حياة اليهود، ورفضا الادّعاء بأنّ الصهيونيّة والدولة تفرضان انقلابًا لاهوتيًا يرى في الدولة “بداية إنبات خلاصنا”.