يتناول كتاب جوانب سياسيّة في حياة العرب مواطني إسرائيل موضوعة تطوّر الفكر والعمل السياسيّ في صفوف العرب مواطني إسرائيل منذ إقامة دولة إسرائيل وحتى يومنا هذا، وهي موضوعة لم تحظى حتى الآن باهتمام بحثيّ كاف. طوّر العرب في إسرائيل على امتداد السنين خصوصية اجتماعيّة وسياسيّة تبلورت بعد حرب العام 1967، وتوضّحت معالمها عبر السنين، وهي تتمثل في الأساس في الإدراك بأنّ الحلّ القوميّ للمشكلة الفلسطينيّة لن يشمل الفلسطينيين مواطني دولة إسرائيل. هذا الكتاب يتقصّى أثر التيارات السياسيّة الأساسيّة في المجتمع العربيّ في إسرائيل، وأثر التغيرات التي طرأت على اصطفافاتهم على خلفيّة التحوّلات التي طرأت علاقة هذا المجتمع مع الدولة، والتطوّرات في مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتحولات في الحركة الوطنية الفلسطينية وفي العالم العربي. يشهد العقدين الأخيرين تعميقا للوعي القوميّ في صفوف الفلسطينيين مواطني إسرائيل، والذي يرتكز على الانتماء الفلسطينيّ وعلى فكرة "الأصلانيّة"، وعلى الحضارة والدين الإسلامي، إلى جانب نزعة متعاظمة نحو المواطنة البراغماتيّة. الرأي السائد هو أنّ قضيّة يهوديّة الدولة تشكّل جوهر الصراع، ولبّ الجدال بين المواطنين الفلسطينيّين وبين الأغلبيّة اليهوديّة.

غالبية مقالات الكتاب ألفها باحثون عرب من مواطني الدولة، وتشمل مراجعة الموضوع من عديد الزوايا: الزاوية الحزبيّة- السياسية، والزاوية الاجتماعية، والقومية، والديمغرافية، والمدنية والدينية. تصف المقالات- فيما تصف- التحولات التي طرأت على أنماط المشاركة السياسيّة للعرب في إسرائيل على امتداد السنين، وتطوّر منظّمات المجتمع المدنيّ في صفوفهم، وتتقصى أثر الحركات السياسيّة التي شكلت علامة فارقة في تطور الفكر السياسي في صفوفهم. يستعرض الكتاب كذلك التوتّر بين سعي مواطني إسرائيل العرب للمشاركة المدنية الكاملة وبين رغبتهم في المحافظة على خصوصيّتهم القوميّة والاجتماعية، والتي تستوجب تبنّي سياسات الاختلاف.