وادي الصليب

الحاضر الغائب

تأليف

يفعات فايس

الناشر دار النشر معهد فان لير ودار النشر هكيبوتس همِؤوحاد
اللغة العبرية
سنة الإصدار 2007
سلسلة سياقات دراسة ونقد

فوق مسجد الاستقلال وفي أسفل حي "الهدار" في حيفا تمتدّ مساحة واسعة من الخراب. في نهاية الخمسينيات كان ما يزال هناك حي فقير يدعى وادي الصليب. يتصدر هذا الحي مكانة متميزة في الذاكرة الإسرائيلية بسبب المواجهات العنيفة بين سكّانه وبين شرطة إسرائيل في صيف العام 1959. صاغت لجنة التحقيق التي أقيمت في خضم الصدامات عددا من المصطلحات التي أصبحت عماد النقاش السوسيولوجي والجماهيري حول ما تسمّى بـ"المشكلة الطائفية". تحول وادي الصليب إلى مرادف للتمييز، وسرعان ما شُرع بإخلاء الحي وإزالته عن الوجود. فقط قبل ذلك بعشر سنوات كان هناك حي إسلامي، لكن هذه الحقيقة دخلت طيّ النسيان. حتى الاسم العربي للحي لم يكن كافيا للتذكير بماضيه الفلسطيني القريب. العام 1959 دفع العام 1948 خارج دائرة الضوء، وأخلت ذاكرة "المدينة المختلطة" مكانها للمدينة العبرية.

للحظة واحدة يعيد هذا الكتاب السكان السابقين، لكنه لا يزيل الغبار عن المفتاح ولا يعيدهم إلى بيوتهم. يستبدل الكتاب الانشغال المهيمن بهذا المطلب (والذي يواصل تحريك آمال فلسطينية إلى جانب مخاوف يهودية) بنقاش مبدئي حول الذاكرة والممتلكات. الادعاءات حول الملكيّة والمواجهة حول حق العودة لا يقعان في صلب الكتاب، إنما حضور السكان السابقين كغياب. الماضي الفلسطيني الذي تحول دفعة واحدة إلى "أملاك الغائبين" يتقابل مع "المشكلة الطائفية"، ويضفي على "أحداث وادي الصليب" دلالات غير مألوفة.

الانضمام الى القائمة البريدية