التغيّر المناخيّ والخيال البيئيّ في الشرق الأوسط

نتاليا چوتكوڤسكي
article icon

تتناول هذه المقالة التغيّر المناخيّ، وتأويلاته، وبرامج التدخّل به كنتاج لخيال بيئيّ. بشكل يتحدّى خطاب الأنثروبوسين، أرسم أخيلة بيئيّة بديلة ترشح عن دراسات التغيّر المناخيّ الأصلانيّة، والماركسيّة الإيكولوجيّة والجغرافيا السوداء. تصف هذه الأصوات الوضع المناخيّ كاستمرار وتعاظم للعنف الكولونياليّ الرأسماليّ تجاه البيئة، والحيوانات والحياة، وليس كوضع سياسيّ جديد. بحسبها، التغيّر المناخيّ هو تعبير معاصر عن قرون من الاستغلال والعنصريّة التي أُنتجت في اقتصادات الاستعباد في الحقول والمحاجر في المستعمرات. من هذه الأخيلة، يتبيّن أنّه من المستحيل مواجهة التغير المناخيّ فقط بواسطة أدوات اقتصاديّة وتصليحات تكنولوجيّة لتقليل انبعاث الكربون، وأنّه من المطلوب التدخّل في مباني القوّة الاستغلاليّة التي هي أصل الأزمة المناخيّة. على ضوء هذا النقد، أفحص كيف نتخيّل التغيّر المناخيّ في إسرائيل/فلسطين، وأتطرّق إلى نماذج من مجال الزراعة. ادعائي هو أنّه هناك تبعات هامّة لتغيير حدود الخيال البيئيّ للتغيّر المناخيّ على برامج التدخّل في الأزمة المناخيّة: هناك حاجة لفعل يخترق حدود الدولة القوميّة ويأخذ بعين الاعتبار المنظومة الإقليميّة والمحليّة، مع كلّ إمكانيات الإنتاج والتضامن الممكنة على هذه المستويات. لتوسيع حدود الخيال البيئيّ للتغيّر المناخيّ هناك تبعات على إمكانية الربط بين التغييرات المطلوبة على ضوء التغيّرات المناخيّة وبين تلك المطلوبة لسيرورة نزع الكولونياليّة: تتطلب السيرورتان جهوزيّة بنيويّة-تحتيّة مجدّدة وتغييرًا اجتماعيًّا قيميًّا عميقًا.

https://doi.org/10.70959/tac.57.2023.101113

مقالات اخرى في هذا العدد

No posts found.

الانضمام الى القائمة البريدية