ترسم المقالة الحالية خريطة للذاتية السياسية النسوية المعاصرة، كما تتشكّل في مناقشتين حول الفكر النسوي في السنوات الأخيرة. تركز المقالة على مفهوم النقد في السياق النسوي ودراسة أشكال الذاتية السياسية المتاحة ضمن فهم النشاط النقدي. سأركز في الجزء الأول من المقالة على نقاشين: طبيعة النقد والعلاقة القائمة بين النقد وبين رفض وتقويض الحقائق المقبولة؛ ويتمحور النقاش الثاني حول مسألة ما إذا كانت القيم المشتركة يمكن لها أن تشكّل قاعدة للعمل وللهوية النسوية. أجادل أن هذين النقاشين يقدمان تصورًا لذاتية سياسية هشّة، يصعب اختبارها بوصفها جانبًا من جوانب الحياة السياسية. أجادل في الجزء الثاني للمقالة أن تصوّر فوكو للنقد يمكن أن يشكّل مصدرًا خصبًا لفهم العلاقة القائمة بين النقد وذاتية سياسية نسوية تتغلّب على الطبيعة الإشكالية التي أشار إليها الجزء الأول. وفي الختام، أوضح بإيجاز كيف أن التحليل المعروض في الأجزاء الأولى من المقالة له علاقة بالخطاب النسوي في إسرائيل.