يوجد هذا المقال صلة بين فكر الفيلسوف اليهودي الفرنسي عمانوئيل لفيناس وبين الحدث التّوراتي الذي ورد ذكره في سفر التثنية الإصحاح 34: يشاهد موسى من على جبل نَبُو أرض الميعاد، التي لن يدخل إليها لأنه كُتب عليه أن يموت هناك على الجبل. على الرغم من أنَّ لفيناس لا يناقش بشكل مباشر حادثة ممات موسى، يُستخدم الكتاب المقدَّس كمصدر إلهام له، والتوتر أو اللقاء بين “أثينا” (الفلسفة) وبين “أورشليم” (اليهودية) هام وأساسي بالنسبة لفكره. تحوَّلت القصّة العابرة على جبل نَبُو إلى رمز لتفويت الفرصة، ولكن من خلال مفهوم لفيناس للزمن الخصب والزمن التاريخي، قياسًا بالعمل الإبداعي “موسى” (1977–1978) للفنان ميخائيل سيغن-كوهن، تقترح الكاتبة التفكير في هذا الحدث من زوايا أخرى مختلفة. من جهة، تتيح فلسفة لفيناس بلورة وإثراء النقاش التقليدي بشأن الظروف المحيطة بوفاة موسى وعقابه الشديد: حظر الدخول إلى أرض الميعاد. ومن جهة أخرى، تشكِّل القصة التوراتية أساسًا للنقاش في مسألة الزمن لدى لفيناس بشكل يكشف النقاب عن العلاقات المعقّدة بين البعدين الأخلاقي والسياسي في فكره، ويُستخدم كنقطة انطلاق لفحص موقف لفيناس تجاه دولة إسرائيل.
ماذا شاهد موسى من جبل نَبُو: عمانوئيل لفيناس، الأخلاقي والسياسي
يعيل لين