الاستعمار الاستيطاني، منظور الأصلاني وسوسيولوجيا إنتاج المعرفة في إسرائيل
تتعقّب المقالة عودة إطار الاستعمار الاستيطاني النظري للعلوم الاجتماعية والآداب في إسرائيل وتفحص تطوّره، وتركّز على حلبتين رئيستين، السوسيولوجيا والتاريخ، حيث تبلور فيهما نقد لاذع للصهيونية ولروايتها الرسمية لما جرى في 1948. تعرض المقالة ثلاث مجادلات مركزية. الأولى، تفيد أن الظهور المتجدّد لإطار الاستعمار الاستيطاني النظري في السياق المحلّي يكمن في التحوّلات الطارئة على السياسة الفلسطينية في إسرائيل. الثانية، خلافًا لتوجّهات أخرى، مثل ما بعد الصهيونية، والمؤرخون الجدد، والسوسيولوجيا النقدية ونظرية ما بعد الكولونيالية – التي ركّزت جميعها على أحداث 1948 أو على الهيمنة الإشكنازية – فإن التبنّي المتجدّد لإطار الاستعمار الاستيطاني النظري لم يتم على أيدي باحثين إسرائيليّين أو يهود، وإنما يدور الحديث عن مشروع بحثي يقوده بصورة خاصة باحثون فلسطينيون مواطنون في إسرائيل ومراكز بحث فلسطينية في إسرائيل. الثالثة، أن الباحثين النقديّين وما بعد الصهيونيّين، الذين درسوا الصراع انطلاقًا من إطار الاستعمار الاستيطاني مالوا إلى توصيف البعد الكولونيالي في العلاقات في إسرائيل بوصفه عنصرًا في تاريخ المكان ينتمي إلى الماضي لا بوصفه سيرورة مستمرة في الحاضر. إضافة إلى ذلك، مالت الأبحاث السابقة إلى التركيز على الحركة الصهيونية والإسرائيليّين ونشاطاتهم، بينما غاب الفلسطينيون من التحليل أو بقوا خارجه. أما التيار البحثي الجديد، بالمقابل، فيتميز بعودة الفلسطينيّين إلى التاريخ – لا كضحايا فقط، بل كفاعلين في التاريخ، تشارك مقاومتهم للمشروع الصهيوني جزءًا من تشكيله – وبوصفهم باحثين مشاركين في كتابة التاريخ والبحث السوسيولوجي. أجادل هنا في ختام المقالة بشأن ظهور فرصة تقلب المنظور، بحيث تتحوّل الصهيونية ودولة إسرائيل كموضوع بحث من زاوية نظر ضحاياهما الفلسطينيّين. تختتم المقالة برسم اتجاهات بحثية جديدة بواسطة التوقف عند تمظهر العلاقات بين المواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل وبين المجتمع الإسرائيلي.