أرشيف المعهد: المكتبة كنادٍ إجتماعيّ

دانيئيلا شاربيط | 14.07.2022 | تصوير: معهد فان لير

הספרייה של מכון ון ליר

كيف تحولت المكتبة إلى البرلمان غير الرسميّ لمعهد فان لير؟ ما هو الحدث الإخباريّ الذي اخترق الهدوء المطلق؟ وهل جرى حل اللغز- من كان زميل البحث الأوّل الذي جلس في المكتبة؟

كما في حكاية الأرشيف السابقة التي طرحنا فيها قصّة البطولة التي تضمّنتها صورة من أرشيفنا، خرجنا هذه المرة أيضا للاستقصاء حول حكاية من ماضي المعهد، وهذه المرة حكاية تتعلق بمكتبة فان لير التي تأسست في العام 1970، وتضمّ في أيامنا هذه أكثر من 40,000 كتاب ومجلّة. يضم المعهد في هذه الأيام مكتبتين منفصلتين-الأولى في بناية فان لير التاريخيّة، والثانية في البناية التي تعمل فيها أكاديميّة بولونسكي. يلتحق زملاء وزميلات المكتبة بها في كل عام بعد الترشّح والقبول للعضوية، لكن ثمّة من يجلس فيها منذ تأسيسها. مفكّرون ومفكرات، وعلماء في مجالات العلوم والمجتمع. لكن كيف تولّد مجتمع نساء ورجال المكتبة، وتحوّلت بالتالي إلى ما هي عليه اليوم؟

 

فسيفساء بشريّ واجتماعيّ

كي نحصل على إجابات توجهنا للبروفيسور يتسحاك غال-نور، زميل بحث مرموق في معهد فان لير، والذي يحمل في جعبته تجربةً سياسيّة وأكاديميّة غنية، وأصدر عددا من الأبحاث المهمة في المعهد، وكان احد مؤسّسي مركز حزّان للعدالة الاجتماعية والديمقراطية في معهد فان لير.

بدأ يتسحاك غال-نور مشواره في المكتبة في العام 1972 ضمن فريق بحثي عالج موضوع التخطيط القوميّ وترأسه البروفيسور يهودا ألكاناه (رئيس المعهد في حينه)، وشموئيل نوّاح أيزنشتادت (إصداراته، وإصدارات لذكراه من قبل المعهد). في تلك الأيام أصبح غال-نور أبا، وبسبب الاكتظاظ في منزله دعاه ألكاناه للعمل في المكتبة. كان غال-نور أوّل من جلس في المكتبة، في طابقها الوحيد الخالي من البشر. رويدا رويدا انضم إليه باحثون وباحثات من مجالات مختلفة، وزوّدوا المكتبة بتشكيلة من الكتب. من بين هؤلاء نذكر: أفيشاي وعدنا مرغاليت، والشاعر هارولد شميل، وروت كاتس، وموراليه بارؤون، وأفيغدور لافونتين، وياعيل عاتسمون، وكذلك غرشوم شالوم في بعض الأحيان، وحتى اللورد إدفين صموئيل. يقول غال-نور أن حاييم غوري كان يرتاد المكتبة في بعض الأحيان، ويدير معه "جدالات صحية". من حين لآخر استضافت المكتبة زواراً مرموقين من خارج البلاد، وتطرق بعضهم اليها في كتبهم.

يتسحاك غال-نور في مكتبة معهد فان لير
يتسحاك غال-نور في مكتبة معهد فان لير

على الرغم من أنّ الأجواء في المكتبة كانت جدية وعميقة، كما يليق بالمكتبة، لكن بين استراحة سيجارة واستراحة لتناول الطعام في الحديقة وفي المقصف المجاور- كان الواقع الصاخب يهز الباحثين والباحثات. ويتطرق غال-نور   إلى ما حصل في العام 1976 عندما دخلت مجموعة صاخبة إلى المكتبة وتحدثت عن إنقاذ المخطوفين في عنتيبي (قبل أن تصل الأخبار حول الجرحى والقتلى)،  ورفعت المعنويات في صفوف جميع رواد المكتبة.

وماذا بالنسبة للسؤال الذي لم نجد له حلا بعد: من جلس في المكتبة لوقت أطول-  هل هو يتسحاك غال-نور أم أفيشاي مرغاليت؟ الجواب بسيط للغاية: لقد وصل غال-نور أولا، لكنه توقف لفترة عن ارتياد المكتبة في نهاية التسعينيات، أما مرغاليت فبد وصل بعده بقليل، لكنه كان هناك طوال الوقت، وعليه فهو المواظب.

يمكن تعريف المكتبة إذا كنادٍ للمثقفين، ومركز ثقافي مقدسي جميل يطيب المكوث فيه، وهي في الأساس مركز اجتماعي مضياف يدعو الجميع للقدوم إليه للثرثرة والبحث والتوصية حول هذا الكتاب أو ذاك. رواد المكتبة لم يكونوا بعادة من العاملين في المعهد لكنهم كانوا وما زالوا جزءا من مجتمع آخذ بالاتساع، ويتطور سوية مع طابع المعهد.

وربما يشكل الأمر جزءا من تحقيق رؤيا پولي فان لير؟

الانضمام الى القائمة البريدية