مؤشّر الجندر 2021: فجوات جندريّة في سن الشيخوخة

هداس بن إلياهو | 10.01.2022 | تصوير: Unsplash

פערים מגדריים בזִקנה

أدى انتشار وباء الكورونا إلى تسليط الضوء الجماهيري العامّ على كبار السن في إسرائيل لسببين أساسيّين وهما أنّ هذه الشريحة هي الأكثر عرضة للتّضرر من الوباء، وأيضا بسبب الاستحقاقات التي تترتّب عن الحجر والعزل الاجتماعيّ الذي جرى فرضه كأحد الوسائل المركزيّة لمواجهة الوباء.

إلقاء نظرة جندرية على المسنّين تكشف النقاب عن فجوات عميقة تشير إلى اختلاف بالغ في طريقة سير حياة النساء مقابل طريقة سير حياة الرجال في سنّ الشيخوخة. وهذا الأمر ليس مفاجئا البتة. فعلى سبيل المثال يكشف تحليل اسقاطات المرض على النساء والرجال أنّ النساء قد تضرّرن على نحو اكبر من الرجال بكلّ ما يتعلق بالبعد التشغيليّ في صفوف الفئات العمرية الكبيرة، وعليه فقد قرّرنا أن نضيف لمؤشر الجندر للعام 2021 مؤشرا جديدا يتطرق للفجوات الجندرية في شريحة أبناء 65 فما فوق.*

مؤشر الجندر لِشافوت – متساويات مركز النهوض بالنساء في الحلبة الجماهيرية العامة في معهد فان لير في القدس هو المؤشّر الوحيد في إسرائيل الذي يفحص مستوى انعدام المساواة بين الرجال والنساء في إسرائيل في تنويعة من مجالات الحياة. العلامة الكليّة لمستوى انعدام المساواة تمكّننا من التوقّف عند التغييرات التي تطرأ على امتداد الوقت، وتمكننا من معرفة ما إذا حصل تراجعٌ في انعدام المساواة الجندريّة في المجتمع الإسرائيليّ أم بالعكس. لا يجري فحص غياب المساواة وفق التميز الثنائي بين الرجال والنساء فحسب، بل أيضا في التقاطع بين الجندر وتموقُعاتٍ اجتماعيّة مختلفة نحو المجتمع العربي والمجتمع الحاريدي. المؤشر يشكل أداة دينامية، وتنضاف إليه في كل عام مواضيع ومؤشرات جديدة.

بالنسبة للمؤشر الجديد لسن 65+، جرى فحص ثلاثة أبعاد أساسية للفجوات بين الرجال والنساء في هذه الفئة العمرية: الحالة الاقتصادية، والحالة العائلية، والحالة الصحية. في البعد الاقتصادي وصلت نسبة النساء المشاركات في سوق العمل في الفئة العمرية 65+ إلى نصف نسبة مشاركة الرجال (15% مقابل 29% بالتتالي). أمّا معدّل الأجر الشهري للنساء فقد وصل إلى نحو نصف أجر الرجال الشهريّ (6,935 مقابل 12,769). الفجوات في الاجر الجندري في هذه الفئة العمرية أكبر بكثير من الفجوة في صفوف سائر الفئات السكانية، حيث تكسب النساء 49 أغورة على كل شيكل يكسبه الرجال، بينما تكسب النساء في عموم صفوف السكان 88 أغورة مقابل كلّ شيكل يكسبه الرجال. قضية اقتصادية أخرى هي الفجوة الجندرية في استحقاق الراتب التقاعدي والدخل منه، إذ تصل نسبة النساء اللواتي يحصلن على راتب تقاعدي إلى 42% مقابل 47% في صفوف الرجال. الفجوة في الدخل من التقاعد أعمق بكثير وتعكس الفجوة الجندريّة في الأجر: الدخل الشهريّ للنساء من التقاعد يصل إلى 2,045 شيكل، مقابل 3,669 في صفوف الرجال.

مراجعة الحالة العائليّة للنساء والرجال تشير أنّ الرجال – أكثر من النساء – لا يعيشون لوحدهم في سن الشيخوخة – فثمة رجال أكثر متزوجون، وثمة نساء أكثر من الرجال ممن لم يتزوجن قط، أو أنهنّ أرامل أو مطلقات. في البعد الصحيّ أيضا ثمّة فجوات بين الرجال والنساء، إذ تفيد نساء (أكثر من الرجال) أنّهن يعانين من مشكلة صحية (62.5% مقابل 57.5%9) ومن شعور بالاكتئاب (31% مقابل 18%)، وعلى الرغم من أنّ النساء يعشن سنوات أكثر من الرجال، لكن الفجوة الجندرية تنقلب عندما يجري فحص متوسّط العمر الصحي المتوقّع – أي عدد السنوات التي نتوقع أن نعيشها في سن 65 بدون مشكلة صحية تضايق الأداء (في صفوف النساء نتحدث عن 10.46، وعن 11.58 في صفوف الرجال). بكلمات أخرى، تعيش النساء سنين أكثر من الرجال، لكن جودة حياتهنّ الصحية في سن الشيخوخة أدنى من جودة حياة الرجال في هذه السن.

صورة الوضع العامة التي تستشف من مؤشّر الجندر تشير إلى أنّ غياب المساواة الجندريّة هي ظاهرة تأسيسية وحجر زاوية عنيد في المجتمع الإسرائيلي. النظرة التي تسلط الضوء على خصاص الرجال والنساء في سن الشيخوخة تكشف النقاب عن فجوات جندريّة عميقة للغاية.

ثمة أمل بأن يتقلص جزء من الفجوات نتيجة التغييرات التي تطرأ بين جيل وآخر، لا سيما في الأبعاد الاقتصادية، ففي الأجيال الشابة تعمل الكثير من النساء كأجيرات وتكسبن أجرا أكبر مقارنة بالنساء من الأجيال الأكبر سنًا. لكنّ تساوق الفجوات الجندرية بكلّ ما يتعلق بتقسيم الأعمال غير المرئية بين النساء والرجال (الأعمال المنزلية ورعاية أبناء وبنات العائلة)، وكذلك في الوضع العائليّ والصحيّ، يظهر أنّ الوقت لوحدة ليس كفيلا بإحداث التغيير وتقليص الفجوات بين النساء والرجال في الشيخوخة. هذه الفجوات ترافقنا على امتداد دورة الحياة، لكن على ضوء التكاثر السكانيّ لفئة المسنين في إسرائيل أصبحت هناك ضرورة ملحة لأن تتبنى الحكومات سياسات مراعية للجندر في سبيل ضمان شيخوخة محترَمة ومحترِمة للرجال والنساء على حد سواء.

نتحدث اليوم عن جداتنا وأجدادنا، وغدا عن والدينا، وبعد غد عنّا نحن.

* بُعْد 65+ في مؤشر الجندر يتركز على بيانات مصدرها دائرة الإحصاء المركزية. البيانات الاقتصادية المستجدّة هي تلك التي نشرت في العام 2018. سائر البيانات هي من عامي 2019–2020.

 

للتعمق حول هذا الموضوع اقرؤوا حول مشروع مؤشر الجندر وكذلك مؤشر الجندر 2021، والتقرير البحثي: تحويل الأعمال غير المرئية إلى أعمال مرئية (معوقات أمام انخراط النساء في سوق العمل في إسرائيل)

 

في الإعلام:

الانضمام الى القائمة البريدية