ﭼور- تسييس حاسيديّ

دانيئيل يونس | 02.08.2020 | تصوير: صورة مجانية

تُكثِر سلالة ﭼور الحاسيديّة من تصدُّر العناوين المتعلّقة بحقل السياسة، ولا يبدو أنّ هنالك سلالة تشبهها في العالم الحاسيديّ في كلّ ما يتعلّق بالانخراط المكثّف في الشؤون العامّة الجارية. مراجعة التطوُّر الفكريّ لسلالة ﭼور تُظهِر أنّ انخراطها في السياسة لا يشكّل نزوة عابرة لهذا الوزير أو ذاك، ولا للأدمور (القائد الروحيّ) الحاليّ لهذه السلالة الحاسيديّة. السياسة هي جزء هيكليّ من المنظومة القيّمة لسلالة ﭼور.

دفناه شرايڤر، مديرة مجال اليهوديّة في موضوعة القدسيّة والدين والعلمنة في معهد ڤان لير، تستعرض في مقال نُشر في مجلّة "ماكور ريشون" (5.6.2020) تسلسل الأحداث الروحيّة والسياسيّة والاجتماعيّة التي دفعت بسلالة ﭼور ورؤسائها إلى الانخراط العميق في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة في إسرائيل. وتدّعي شرايڤر في مقالتها أنّ هذا الانخراط قد بدأ في أيّام يتسحاك ماير ألتير، مؤسِّس السلالة في نهاية القرن الثامن عشر في بولندا. لكن الشخص الذي حوّل سلالة ﭼور إلى إمبراطورية سياسة هو الأدمور الثالث الذي جلس على كرسيّ الزعامة الروحيّة للسلالة على امتداد 43 عامًا (1905-1948)، ألا وهو أڤراهام مردخاي ألتر المعروف بكنْيته "إمري إميت"، حيث كانت السلالة في عهده هي الأكبر في بولندا.

تدّعي شرايڤر في مقالتها أنّ تحويل السياسة إلى قيمة حاسيديّة تواصَلَ مع الزعماء الروحيّين الذي جاءوا من بعد "إمري إميت"، وواصل هؤلاء ممارسة قيادة حاسيديّة ذات وجهين: ﭘـراﭼـماتيّة تجاه الجهاز السياسيّ والدولة، بما في ذلك سوق العمل؛ وانعزاليّة في كلّ ما يتعلّق بأسلوب الحياة والمحافَظة على رموز المجتمع الحاسيديّ وقِيَمه.

الانضمام الى القائمة البريدية